تغلب على حياتنا الكثير من العادات، منها الجيدة ومنها السيئة. ويعرف الكاتب تشارلز دويج في كتابه العادات الذرية، ان العادة سلوك او فعل يتكرر بانتظام حتى يصبح تلقائياً دون حاجة الى تفكير واعٍ.ويقترح الكاتب ان العادات هي من تشكل حياتنا فالنهاية.
لكن هل الحياة فعلا مجرد عادات؟
رغم ان العادات لها تأثير عميق على حياتنا اليومية وتسهم في تشكيل سلوكنا، الا ان اختزال الحياة في مجموعة من الافعال التلقائية قد يكون مفهوما خطيراً. فالافراط على الاعتماد على العادات قد يؤدي الى الرتابة والروتين الممل.
فكرة الكتاب ان العادة تتكون من إشارة ـــ> ثم توق ـــ> ثم استجابة ـــ> ثم مكافئة. وعليه فيمكننا حسب فهمنا لهذا التكوين تغير العادة او انشاء عادات جديدة.
لكنني اعتقد ان العقل البشري أكثر تعقيدا من مجرد استجابات تلقائية. فعندما تكون هناك قناعة لدى الانسان لا يمكن تغيرها بمجرد فهم تكوين العادة. الامر يتطلب ادراكاً اعمق لنفسك وتحليلا لقيمك وماضيك وظروفك.
، ولكن بالمقابل يوجد فائدة من التفكير ان حياتك تتكون من عادات بنيتها. بشرط ان لاتعتبر هذا هو الواقع المطلق. هذه الفكرة تمنحك القدرة على تغير ماتربيت عليه، لتفكك العادات التي تمارسها دون وعي حتى وان كانت ناتجة عن قناعات لم تعد تخدمك.
من وجهة نظري، نحن مزيج من قناعات والعادات لا احدهما فقط.ولتحقيق افضل نتيجة عند تطبيق افكار كتاب العادات الذرية، يجب ان تدرك بهذه الفكرة أنك لست بالكامل عادات، لأنك ان اعتقدت ان العادات تشكل حياتك بالكامل، قد تظن أنك فشلت في تطبيق فكرة الكتاب.